#6 - شكل اللطف
- Prop
- قبل يومين
- 2 دقيقة قراءة

كان يعيش في شقة صغيرة فوق الجرف. غلاية على الموقد. نافذة تُطل على الحافة حيث يلتقي الصخر بالماء. كلما اقترب أحدهم، كان يعبر الطريق. كان يُقدم الشاي والوقت. حركات بسيطة. من النوع الذي يُهدئ يومًا مُضطربًا. رحل الآن، لكن إرثه سيبقى مدى الحياة.
لحظات كهذه تجعلك تتوقف قليلًا. تلاحظ كيف تبدو الغرفة هادئة حتى عندما لا يتحدث أحد. يُصدر هاتف أحدهم صوت تنبيه، فتضيع اللحظة. كتف مرفوع. أظن أنك تستطيع تمييز فقدان توازن الشخص قبل أن ينطق بكلمة. يصبح الجلد حول الفم شاحبًا. لا تستقر الأيدي. تلاحظ ذلك من طريقة وقوف الشخص بعيدًا عن نفسه. من المضحك كيف تحمل أصغر اللافتات أثقل الرسائل. أنت تراها فحسب.
للرؤية جاذبيتها الخاصة. تجد نفسك تُقرّب كرسيك قليلًا. بلا خطة. بلا كلام. يتصاعد البخار من الكوب ويستقر الهواء هادئًا. الحضور يهبط أثقل من أي حل. تُحافظ على ثبات الغرفة بينما يمر الغضب أو الخوف، وأحيانًا لا شيء على الإطلاق، ثم يختفي. تعرف ذلك الشعور عندما يهدأ الضجيج في رأسك أخيرًا وتسمع أنفاسك. أحيانًا يكون هذا كل ما يحتاجه المرء. البقاء في مكانك بينما يتغير الوضع في الداخل. تبقى في الصمت لفترة أطول مما هو مريح. ثم لفترة أطول. لذا تنتظر. يقوم الكرسي ببعض العمل. تقوم الغلاية بالباقي.
في مكان ما فينا، لا يزال الأسلوب القديم يتوهج. قبل النقود، كان الناس يُقدّرون الدفء والتواصل. أحدهم يحتضن الشعلة. وآخر يُلقيها على جذع شجرة ويراقبها. كان والدي يفعل ذلك على طريقته. كان يجلس مع أصدقائه حتى تلين أكتافهم. بلا دراما. بلا اسم. كان يقول: "انتظر لحظة"، وينتظر حتى تُنجز الدقيقة ما تُنجزه الدقائق. أتحمل هذه المشاهد دون جهد. كلنا نفعل. أمٌّ تُبقي مقعدًا شاغرًا. مديرٌ يبقى في الخلف بينما يُحدد آخر زميل مكانه. هكذا تنتقل الرعاية. يدًا بيد. من غرفة إلى غرفة. عامًا بعد عام.
ربما كان هذا هو الوعي الذي كان يحمله الرجل في الشقة. لقد ظهر فجأةً وتبعه الآخرون. سُكب كوب بينما تحدثت الغلاية. تتعلم من أشخاص كهؤلاء دون أن يقصدوا تعليمك. لا يوجد درس مكتوب في أي مكان. إنه يكمن في كيفية وقوفهم عند المدخل، وكيف يتركون لك مساحة لاستعادة توازنك. وبمجرد أن تراه، تبدأ برؤيته في كل مكان. في خدمات صغيرة تُقدم دون تظاهر. في الطريقة التي يتمدد بها الزمن عندما يُفسح لك أحدهم مساحة للتنفس.
كالحب، اللطف لا ينفد. حده الوحيد هو عدد ساعات اليوم. أربع وعشرون ساعة، ونحاول مجددًا غدًا. ما نحميه يُصبح ما نحن عليه. إذا حمينا الدفء من النار، فسيكون هناك دائمًا ما يكفي للجميع. عندما نتوقف عن محاولة التواصل، يبرد المكان. أنت تعلم هذا بالفعل. معظمنا يعلم. ننسى فقط لأن العالم يتحدث بصوت عالٍ وبكثرة.
ربما يبدأ الأمر بشخص واحد. وجهٌ تمر به. صمتٌ باردٌ تلاحظه. تُبقي الغلاية دافئة. تسأل سؤالاً لطيفاً وتتركه يستقر دون شروط. قد يكون الجواب قصة. قد يكون هزة كتف. قد يكون لمسة يد رقيقة. على أي حال، تهدأ الغرفة. هذا يكفي الآن. سيفهم الرجل في الشقة. نافذةٌ مفتوحةٌ قليلاً. ضوء البحر على الحائط. الغلاية تعود إلى سكونها.
إذا أثار هذا الأمر فضولك، فأنت لست وحدك. في أستراليا، يمكنك التواصل مع خدمة "لايف لاين" على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع على الرقم 13 11 14.
.png)



تعليقات